samedi 26 mars 2011

الخطاب الدّعوي في غرب أفريقيا بين السّياق التّاريخي والواقع المعاصر

أولا: الدّلالة التّاريخيّة لمصطلح غرب أفريقيا:
 
كانت غرب أفريقيا معروفة في القرون الماضية بأنّها أرض السود، أرض الذهب، أرض الرقيق، منطقة مخفية عن بقية العالم طوال قرون، كما أنها لم تكن معروفة إلا خلال لون بشرة سكانها وثرواتها المعدنية المذهلة. وقد اندفعت الدول الأوروبية نحو أفريقيا للاستحواذ على هذه الثروات الطبيعية، ولم تبق بقعة ذات اعتبار إلا وصل إليها المكتشفون الأوربيون. وقامت هذه الدول الامبريالية بوضع خطة لتقسيم القارة الأفريقية، والسيطرة الكاملة على المواقع الإستراتيجية فيها، وذلك في مؤتمر برلين المعروف، والمنعقد في سنة 1884-1885م، وتم تقسيم القارة الأفريقية على أساس نوع الإقليم الطبيعي.
    هنا برز مصطلح «غرب أفريقيا »  - لأول مرة- حيث أطلقه المستعمرون على سكان السودان الغربي في القرن التاسع عشر الميلادي.

وتمتدّ منطقة غرب أفريقيا اليوم من ساحل المحيط الأطلسي بموريتانيا والسنغال غرباً، حتى بحيرة تشاد، وجبال الكمرون في الشّرق، وهي موزعة إلى أكثر من خمس عشرة دولة بعضها دول سهلية وبعضها الآخر نصف صحراوية.

ويمكن تصنيف هذه الدول في النقاط الآتية:
1- الدول الساهلية ونصف صحراوية: موريتانيا، ومالي، والنيجر.
2-دول منطقة السافانا: السنغال، وغامبيا، وبوركينافاسو.
3- دول تحتوي على غابات كثيفة: غينيا بيساو، وسيراليون، وغينيا كوناكري، وليبيريا، وساحل العاج، وغانا، والتوغو، وبنين، ونيجيريا. كما تضمّ غرب أفريقيا جزر الرأس الأخضر.

ثانيا: المناخ والتّضاريس:

يتفاوت مناخ غرب أفريقيا بتفاوت مناطقها، لكن يمكن تقسيم المناطق المناخية الرئيسة إلى ست مناطق وهي كالآتي:
1-الإقليم الاستوائي: في جنوب نيجيريا حيث تكثر فيه الأمطار، وترتفع فيه درجة الحرارة، والغطاء النباتي فيه دائم الخضرة.
2- الإقليم المداري الرطب: ويشمل المنطقة الفسيحة بين غينيا والمناطق الغربية من ساحل العاج، حيث تهطل الأمطار بغزارة.
3- إقليم غانا- توغو الساحلي الجاف: ويتمثل في المناطق الساحلية من غانا والتوغو وبنين، ويتميّز بقلة الأمطار مقارنة بالإقليمين السابقين إلا أن درجة الرطوبة الجوّية فيه مرتفعة.
4-الإقليم المداري السوداني: ويشمل الأراضي الواقعة من الشمال إلى جنوب الإقليم من خط عرض15 شمالا، والأجزاء الشّمالية من هذا الإقليم أقل مطرا من الأجزاء الجنوبية التي تزيد كمّية الأمطار السّنوية فيها على 1000مم.
5-الإقليم شبه الجاف: يوجد هذا الإقليم في شمال الإقليم المداري السوداني، ويتميز بِقِصَر فصل الأمطار، مع قلّة كميتها السنوية حيث لا تتعدى 237مم سنويا في مدينة غاو بمالي.
6-الإقليم الصحراوي: ويقع في شمال غرب إفريقيا، حيث لا تزيد نسبة أمطاره السنوية عن200مم  توجد في غرب أفريقيا مجموعة من الهضاب، أهمها:
هضبة فوتا جالون: في غينيا، وتمثل أضخم مرتفعات غرب أفريقيا، ويبلغ ارتفاعها1515 مترا( ).
هضبة أداماوا في كامرون: ويبلغ متوسط ارتفاعها1000 إلى1500مترا، وطولها150 إلى 300 كلم.

ويتمتع غرب أفريقيا بأنهار كثيرة أهمها:
 نهر النيجر: ويصنف رابع أنهار العالم من حيث الطول وكمية الماء المندفعة، وثالث أنهار قارة أفريقيا بعد نهر النيل ونهر الكونغو، حيث يبلغ طوله 4200كلم(2)، ويجتاز أراضي غينيا ومالي والنيجر ونيجيريا. وقد أطلق عليه بعض الباحثين باسم: « نهر الأنهار».

 نهر السنغال: ويأتي في المرتبة السادسة من بين أنهار العالم، وينبع من مرتفعات فوتاجالو في غينيا في ارتفاع 850 مترا، ليصبّ في حوض طوله 350000كلم2.

 نهر فولتا: ويعد أيضاً من أهم أنهار غرب أفريقيا، توجد منابعه العليا في أراضي بوركينافاسو، وله مصدران للمياه بها، أحدهما يتمثل في نهر فولتا الأسود والذي ينبع في الغرب من بوبوديولاسو ببضع كيلو مترات، ويمثل نهر فولتا الأحمر مع نهر فولتا الأبيض المصدر الثاني لمياه فولتا.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire